ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الامريكية الخميس أن دارة الرئيس الامريكى باراك اوباما سعت إلى الحصول على سلطة اكبر من الامم المتحدة لمواجهة قوات الزعيم الليبى معمر القذافى جوا وبرا وبحرا فى الوقت الذى تصر فيه على أن حكومات عربية تلعب دورا مركزيا فى أى عمل عسكرى محتمل.
وقالت الصحيفة فى موقعها الالكترونى إنه عقب يوم من المفاوضات داخل مجلس الامن الدولى مازال الامر غير واضح ما إذا كانت الولايات المتحدة والحكومات الحليفة يصيغون خطط جادة للتدخل العسكرى ضد قوات القذافى وانه ليس هناك أى دليل على انهم يحرزون اى مكاسب حقيقة على الارض.
لكن الصحيفة اشارت إلى أن الدبلوماسيين الامريكيين بعثوا بالاشارة الاوضح حتى الان وهى أن الادارة الامريكية راغبة فى النظر فى العمليات العسكرية حتى فيما هو اكثر من مجرد فرض منطقة حظر جوى فوق ليبيا لتسوية الازمة فى الدولة الغنية نفطيا.
وقالت سوزان رايس سفيرة واشنطن إلى الامم المتحدة " نناقش الامر بجدية بالغة ونقود جهودا داخل المجلس حول مجموعة من الاجراءات التى نرى انها ستكون فعالة فى حماية المدنيين, لكن رؤية الولايات المتحدة هى اننا فى حاجة إلى أن نكون على استعداد للنظر فى خطوات قد تذهب إلى ما هو ابعد من مجرد فرض حظر جوى, حيث أن الوضع على الارض اختلف الان واصبح مراوغا وسيكون فرض حظر جوي فقط له دور محدود فى حماية المدنيين " .
ومضت صحيفة "واشنطن بوست" الامريكية تقول إن تصريحات سوزان رايس سفيرة واشنطن إلى الامم المتحدة جاءت فى الوقت الذى تواجه فيه الادارة الامريكية والقوى العسكرية الاخرى حقيقة مفادها أن النافذة التى يمكن القذف بالقذافى منها ليقتلع من السلطة تنغلق مع محاولة قواته اجتياح حصن الثوار المنيع فى بنغازى, مشيرة إلى أن الضبابية المسيطرة على مسألة تدخل الولايات المتحدة والدول الاوروبية قد عززت من احتمال ان يستعيد القذافى - الذى قال اوباما إنه ينبغى أن يغادر السلطة الان - السيطرة على الدولة بشكل كامل ويعاقب هؤلاء الذين عارضوه اثناء اسابيع القتال.
ومضت الصحيفة تقول إن الرئيس اوباما ترك المسألة للحلفاء الاوروبيين ليقودوا البحث عن مشروع قرار بشأن ليبيا من منطلق خوفه من أن يؤدى تصديق امريكى علنى لمنطقة حظر جوى او اى اجراءات اخرى إلى تدمير الطبيعة الشعبية للثورة فى دولة تتدنى فيه شعبية الولايات المتحدة إلى أبعد الحدود.
وأوضحت الصحيفة أن الرئيس اوباما تبنى نفس هذا النهج الحذر تجاه الانتفاضات التى اطاحت بالنظامين فى تونس ومصر وفى الوقت الذى يواصل فيه المتظاهرون فى اليمن والبحرين والاردن ودول اخرى المطالبة بانظمة مفتوحة بشكل اكبر من تلك الانظمة التى ظلت تحكمهم لعقود.
لكن الصحيفة حذرت من أن الوقت ينفد فى ليبيا التى كان الثوار فيها يسيطرون على أكثر من نصف الدولة ولكنهم يتراجعون الان ويعودون ادراجهم إلى بنغازى.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق